انطلقت فعاليّات المؤتمر الدّولي الثّاني الافتراضي الموسوم بـ:”تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي ورهانات المستقبل” الذي نظّمه مركز الضّاد الدّولي للتدقيق والتّصويب برئاسة الدّكتورة فاديا بو مجاهد أبي فرّاج يومي 7 و 8 آذار / مارس 2024 عبر تطبيق زووم بالتّعاون مع الرّابطة العربيّة للبحث العلمي وعلوم الاتّصال، ومركز روّاد العدالة الدّولي، والجمعيّة اللّبنانيّة للتجديد التّربوي والثّقافي الخيريّة، واتّحاد الجامعات الدّولي.
افتتحت جلسات المؤتمر الدّكتورة نسرين فؤاد – مصر في تمام السّاعة الرّابعة بعد الظّهر بإلقاء كلمة ترحيبيّة باسم مركز الضّاد الدّولي للتدقيق والتّصويب، تلاها دقيقة صمت على أرواح الشّهداء في فلسطين، ومن ثَمّ ألقت رئيسة المؤتمر الدّكتورة فاديا بومجاهد أبي فرّاج كلمتها، مرحّبة بالحضور والضّيوف والشّخصيّات البارزة، واللّجان العليا والعلميّة والتنظيميّة، ورؤساء الجلسات، والباحثين، والأساتذة، والجهات الإعلاميّة، والجامعات المشاركة من الدول العربيّة، منها: لبنان، سوريا، مصر، العراق، ليبيا، المغرب، الأردن، الجزائر، السودان، سلطنة عمان، اليمن، فلسطين.. وأشارت إلى تحديات استخدام الذّكاء الاصطناعي وأثره في العلوم المختلفة، ومستقبل الأرغونوميا وذوي الاحتياجات الخاصة، ودوره في الموارد البشرية وسوق العمل، فبيّنت أهداف المؤتمر وإشكاليّاته الرّئيسة؛ ووجّهت تحيّة خاصّة لسعادة الدّكتور طلال أبو غزالة والمدير التنفيذي وممثله في لبنان الأستاذ برهان الأشقر على حضوره ومشاركته في الملتقى، الذي تحدّث بدوره عن الذّكاء الاصطناعي وأثره في القطاعات المختلفة، وأشار إلى كتاب سعادة الدّكتور طلال أبو غزالة الموسوم بـ: البرمجة التّفاعليّة المسمّاة “الذّكاء الاصطناعي”. ثمّ ألقت رئيسة الرّابطة العربيّة للبحث العلمي وعلوم الاتّصال الأستاذة الدّكتورة مي العبدالله كلمتها، ومن ثَمّ كلمة رئيسة مركز روّاد العدالة الدّولي الدّكتورة جيهان فقيه، ونائب رئيس اتّحاد الجامعات الدّولي الأستاذ الدّكتور محمد الغباني الحسيني الذين أشاروا إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة في عصرنا ومدى تأثيرها على العلوم المختلفة؛ واختتمت جلسة الافتتاح بكلمة رئيسة الجمعيّة للتجديد التّربوي والثّقافي الخيريّة الأستاذة ريما يونس.
ثمّ افتتحت أولى جلسات المؤتمر مباشرة بعد الجلسة الافتتاحيّة، تناولت أثر الذّكاء الاصطناعي في معالجة اضطرابات التّعلّم- العسر القرائي، وأثر الذّكاء الاصطناعي في تنمية مهارات ذوي الاحتياجات الخاصّة؛ وفي جلسة ثانية تمحورت حول أثر الذّكاء الاصطناعي في الموارد البشرية وسوق العمل (الإيجابيّات والسّلبيّات)، التي انتهت في تمام السّاعة الثّامنة مساءً، لتنطلق مجددا في اليوم التالي 8 أذار / مارس في تمام الساعة العاشرة والنّصف صباحًا حتى الثّامنة مساء بتوقيت بيروت بجلسات متتالية متنوّعة شملت العلوم المختلفة، منها: اللّغات والآداب، الإعلام والاتّصال، علم الاجتماع، علم النّفس، العلوم التّربويّة، العلوم الطّبيّة، العلوم الطّبيعيّة، العمارة والفنون، القانون والاقتصاد، فتميّزت الجلسات كلّها بحسن الإدارة والتّنظيم والتّقديم.
وفي نهاية الجلسات، وقبل قراءة التوصيات، كرّمت الدّكتورة فاديا بومجاهد رئيسة مركز الضّاد الدّولي للتدقيق والتّصويب الأستاذة الدّكتورة أسراء علاء الدين نوري من العراق لتميّزها وتفانيها في مجال البحث العلمي لعام 2024.
وقد خرج المؤتمر بتوصيات كثيرة، نذكر بعضًا منها:
- ضرورة تشجيع إنتاج البرمجيات الصوتية لتيسير الكتابة الصوتية وسماع الكتب الصوتية الخاصة باللغة والأدب العربي بجميع فنونه لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص.
- ضرورة أن تعمد الجامعات إلى بحث مسألة كيفية التعاطي مع استخدام 5، ونماذج ChatGPT الأخرى، واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان استخدامه بشكل أخلاقي، ومسؤول، كأن توضع بروتوكلات خاصة، أو إرشادات خاصة، أو سياسات خاصة، تتعلّق باستخدامه، حفاظًا على الأمانة العلمية وأخلاقيات البحث التربوي، وجودته.
- اعتماد أدوات تحقّق ( Detectors) للتحقّق من صدقية الكتابة الأكاديمية، والبحث العلمي، وحفاظه على الأمانة العلمية، وضرورة أن يتدرّب المشرفون على استخدام هذه الأدوات.
- تفعيل مراكز البحث وتحديثها، ودعم البحوث المتخصصة في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- تأهيل الكوادر البشرية من خلال فتح تخصصات تهتم بالذكاء الاصطناعي في الجامعات والمعاهد مع التركيز على الجانب التطبيقي.
- تشجيع الاستثمار ومنح تحفيزات في مجال أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- العمل مع أخصائيي التربية الخاصة لتقييم احتياجات الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم.
- وضع خطط تدريسية مشتركة تتناسب مع احتياجات الطلاب الفردية.
- المشاركة في برامج تدريبية لتعلم كيفية التعامل مع صعوبات التعلم.
- السعي إلى تحسين دقة الإنتاج اللغوي، بفضل قدرة النماذج العميقة على فهم اللغة وتوليد النصوص، إذ يمكنها المساعدة في تحسين دقة الإنتاج اللغوي وتقليل الأخطاء الإملائية والنحوية.
- بناء المعرفة والمهارات من خلال دمج تعليم الذكاء الاصطناعي في المنهج الطبي من خلال المحاضرات وعمليات المحاكاة.
- بناء المهارات من خلال توفير الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي للممارسة العملية، مثل أنظمة دعم التشخيص، والروبوتات الجراحية، وروبوتات الدردشة.
وغيرها من التوصيات التي ستصدر في كتاب خاص بالمؤتمر.
واختتمت رئيسة المركز مؤتمرها الدولي الثاني الافتراضي بكلمة ختامية، توجّهت فيها إلى المرأة في عيدها، ووجّهت تهنئة خاصة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك؛ كما أكّدت على استمرارية المركز في تقديم المؤتمرات والدّورات التّدريبيّة في المجالات المختلفة، بالإضافة إلى متابعة استقبال الأبحاث الجامعية لنشرها في مجلّة “الضّاد الدّولية للعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة”، ومجلة “الضّاد الدّوليّة للتكنولوجيا وعلوم المستقبل”.