يشهد العالم اليوم تحولًا جذريًا بفعل الثورة التكنولوجية المتسارعة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في تشكيل مستقبل المجتمعات، ويفرض نفسه كقوّة محورية تشكّل حاضرنا ومستقبلنا. هذا الكتاب، المستند إلى أعمال "الملتقى الدولي الثاني لمركز الضاد الدولي للتدقيق والتصويب"، يتناول بعمق التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الفرص الواعدة التي يتيحها لمختلف القطاعات، بدءًا من التعليم والبحث العلمي، مرورًا بالترجمة والإعلام، وصولًا إلى القانون وسوق العمل. ويبحث المؤتمر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تطوير تقنيات مبتكرة تسهل التواصل والحركة، مثل الأجهزة المساعدة والبرمجيات التي تدعم ذوي الإعاقة. ومع ذلك، يشير المؤتمر أيضًا إلى التحديات والمخاوف المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل غير مناسب، والتأثيرات السلبية التي قد تنشأ، سواء على الأفراد أو على المجتمع ككل.

يجمع الكتاب نخبة من الباحثين والأكاديميين من العالم العربي، ممن ناقشوا في أبحاثهم تأثير هذه التقنية على حياتنا اليومية، وأبعادها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. كما يتناول الرهانات المستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وما يتطلبه من استراتيجيات متوازنة بين التطور التكنولوجي والحفاظ على القيم الإنسانية.

هل يمثّل الذكاء الاصطناعي قفزة نحو مستقبل أكثر تطورًا وإبداعًا، أم تحديًا قد يهدد خصوصية الإنسان وأمنه الوظيفي؟ بين دفتي هذا الكتاب، إجابات علمية ورؤى تحليلية تلقي الضوء على هذا الموضوع الحيوي.